البحث في هذه المدونة

الأربعاء، 30 يوليو 2014

السر الخفي THE HIDDEN TREASURE و السر الكبير THE TOP SECRET - وحقائق نهب وإستنزاف ثروات شعب الجنوب

د.حسين مثنى العاقل - من صحفته على موقع الفيس بوك


بعد التحية والسلام أيها الأصدقاء..
لقد تم بمشيئة الله في القاهرة صدور  كتاب " قضية شعب الجنوب" الجزء الثاني تحت عنوان (( حقائق نهب واستنزاف ثروات شعب الجنوب : جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية: النفطية والغازية من قبل متنفذي الاحتلال اليمني)) ويقع في 308 صفحة كما يحتوي الكتاب على خمسة فصول وملحقات وقائمة بأسماء شهداء الحراك السلمي الجنوبي. ويسعدني أن أضع بين يديكم أيها الأعزاء صورة الغلاف ومقدمة الكتاب ويتوقع انزاله إلى المكتبات قريبا.. أتمنى أن ينال اهتمام مناضلي شعب الجنوب وحراكه السلمي وكل من يرغب بمعرفة بعض الحقائق التي امكن لنا من جمعها وتدوينها لتمثل دليلا ثبوتيا لا ريب فيه عن جرائب النهب والتدمير وفوضاء الاستنزاف المتواصل لخيرات وثروات أبناء الجنوب الصامدين في ساحات النضال في سبيل تحرير أرضهم المحتلة واستعادة دولتهم المغدور بها.. 

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
بفضل الله تعالى وتوفيقه تمكنتُ من أعداد الجزء الثاني من كتاب قضية شعب الجنوب، وذلك بعد جهود ومشقات لا تخلُ من توقعات التضحية والاستشهاد برصاص حرس المنشآت النفطية، أثناء مرحلة المسح والرصد الميداني إلى مديريات إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي المنهوب (عسيلان وجردان وعرماء) بمحافظة شبوة، أو الزيارة الاستطلاعية إلى جزيرة سقطرى والطواف حولها لمشاهدة مظاهر العبث والانتهاك الاقتصادي لسماسرة الغزو اليمني ومتنفذيه، وذلك في ما يمارسوه مع الشركات العالمية للاصطياد السمكي من عمليات الاصطياد الجائر والجرف غير المسؤول لمختلف أنواع الثروة السمكية والأحياء البحرية الهائلة المستوطنة في مياه الرصيف والجرف القاري الممتدة في حدود المياه الإقليمية الجنوبية الواسعة في كل من خليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي. 
ومن خلال عملية الربط بين ما هو واقع على الأرض من ناحية، وجمع المعلومات من مصادرها الميدانية ومقارنتها بالبيانات والمعلومات النظرية المنشورة في غالبيتها بالصحف ومواقع الشبكات الالكترونية الرسمية والحزبية والأهلية المستقلة من ناحية أخرى، فقد تمكنتُ من جمع وتدوين ما يحتويه هذا الكتاب الخاص بقضية الجنوب في جزئها الثاني، من معلومات وأرقام مهمة، تشكل في دلالتها العلمية والسياسية والاقتصادية امتداداً موضوعياً وثبوتياً على حقائق نهب ممتلكات شعب الجنوب (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، التي تضمنها كتاب قضية الجنوب (الجزء الأول) والصادر عام 2012م بطبعتيه الأولى والثانية..
ونتيجة لحجم النهب والخراب الذي طال بشموليته التدميرية ممتلكات شعب ومقومات دولة ذات سيادة، كانت تمثل بأهمية موقعها الطبيعي والجيواستراتيجية الجيوبولوتيكية(•)، وبمقوماتها الاقتصادية والاجتماعية ومؤسساتها المدنية والعسكرية، إحدى الدول العربية والإسلامية المستقلة، التي نالت استقلالها الوطني في 30 نوفمبر 1967م، بعد كفاح مسلح وتضحيات جسام ضد الاحتلال البريطاني، ثم صار لها بعد ذلك مكانة سياسية وعضوية في جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة تحظى باحترام المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته التنموية والثقافية والتربوية والاقتصادية والحقوقية والإنسانية، إلى أن حلت الكارثة بخديعة الوحدة السياسية مع نظام الجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990م، وما ترتب بعدها من تحالفات عدوانية ومؤامرات انتقامية لمراكز القوى القبلية والعسكرية والإرهاب الديني المتطرف، حيث وجدت هذه القوى فرصتها بعد ثلاث سنوات من خديعة الوحدة لتشعل فتيل الحرب الدموية والتكفيرية ضد أبناء شعب الجنوب، وتحقق أهدافها العدوانية في احتلال أراضيه البرية والبحرية في 7 يوليو 1994م.
ومنذ ذلك اليوم المشؤوم فإن أعمال النهب والتدمير والإبادة الجماعية من قبل مراكز القوى القبلية والعسكرية في نظام سلطة صنعاء، لم تقتصر على نهب الممتلكات الحكومية وتخريب المنشآت والمرافق الحكومية العامة والخاصة، وكذلك الاستيلاء على المؤسسات الاقتصادية الزراعية والسمكية والخدماتية ونقل المعدات والآليات ومقتنيات المصانع والمعامل والورش إلى مدن المتنفذين في صنعاء وتعز والحديدة وذمار وإب وغيرها، فضلا عن البسط والاستحواذ على الأراضي الزراعية الخصبة ومعدات وآليات مزارع الدولة والتعاونيات الخيرية والإنتاجية وغيرها فحسب، وإنما طال ذلك النهب وما زال في أشد مراحله لكل ما في باطن الأرض الجنوبية من المخزون الضخم للثروات المعدنية المتعددة، وعلى وجه الخصوص خامات الذهب والنفط والغاز الطبيعي...
وفي هذا الجزء (الثاني) من كتاب قضية الجنوب نستعرض (بعض) من الحقائق حول مظاهر النهب اليمني للثروة النفطية الجنوبية، وقد تناولناها في خمسة فصول كانت على النحو الآتي:-
- الفصل الأول: وتناولنا فيه بعض من الحقائق حول وجود أكبر بئر نفطي في العالم تحت رمال جنوب الربع الخالي، ومحاولة الإجابة عن حقيقة ما سربته وسائل الإعلام وبالذات قناة سكاي نيوز الأمريكية، من حيث اعتبارها معلومة صحيحة أم أنها مجرد تسريبات وهمية أو كذبة كبرى، وحول هذه الحقيقة فقد استعرضنا جملة من الدلائل والمؤشرات الجيولوجية، والنتائج الاستكشافية التي تحدد مكان وطبيعة وجود ذلك المخزون النفطي الهائل.
- الفصل الثاني: وتناولنا فيه حقيقة السر الكبيرThe Top Secret المتعلق بالأطماع الاستثمارية للشركات النفطية العالمية وعلاقة هذا السر بظاهرة انسحاب الشركات النفطية المتعاقدة مع نظام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في ظل الظروف الغامضة. وبيّنا بعد ذلك كيف تهافتت الشركات النفطية لحصولها على عقود النهب من قبل نظام سلطة الاحتلال اليمني بعد استباحتها لأرض الجنوب بعد 1994م.
- الفصل الثالث: في هذا الفصل عرضنا موضوع الكنز الخفي في اليمنThe Hidden Treasure in Yemen وما يتصل به من تسريبات إعلامية ومن وقائع ملموسة تجري على الأرض، وعلى وجه الخصوص علاقة ذلك بترسيم الحدود اليمنية السعودية، وتقاسم أرض محافظات شبوة وحضرموت والمهرة بين الشركات النفطية العالمية وزعماء مشايخ اليمن والمتنفذين فيها. وما يجنونه من أرباح مالية وصفقات سواء كان ذلك من عمليات الشراكة والتوكيلات مع الشركات العالمية أو من خلال عوائد نقل وتصدير خام النفط بواسطة شبكة الأنابيب وصهاريج الناقلات الخاصة، وأيضا مقابل عمولات حراسة آبار القطاعات والحقول والمنشآة النفطية وغيرها.
- وفي الفصل الرابع: فقد تناولنا فيه مخاطر التلوث النفطي على البيئة ومكوناتها وعلى حياة الإنسان وموارده الاقتصادية، وبينا بالصور والوثائق مقابر النفايات السامة ومخلفات المواد الكيماوية في كل من مديريات عسيلان وعرمة بمحافظة شبوة ومديريات الضليعة وغيل بن يمين في محافظة حضرموت. 
- أما الفصل الخامس فقد عرضنا صورة عن الوضع العام في أرخبيل سقطرى وما يتعرض له من اهمال وتجاهل ومن ارتزاق دولي باسمها من قبل عصابات الفيد والغزو اليمني.
وفي سياق ذلك فقد احتوت فصول الكتاب (جـ2) على بيانات مدعمّة بـ 11 جداولاً و3 أشكال و 9 خرائط وحوالي 38 صورة وعدّة ملاحق من أهمها ملحق قائمة شهداء الحراك السلمي الجنوبي منذ شهر سبتمبر 2007 وحتى ديسمبر 2013م..
وفي الختام يسرني أن أقدم الشكر والتقدير لكل من أكرمني الله بتعاونهم وتسهيل مهمة جمع المعلومات والحقائق من خلال الزيارة الميدانية إلى مديريات إنتاج النفط والغاز الطبيعي في محافظة شبوة ومنهم الشيخ ناجي صالح شليل شيخ قبيلة بلحارث بمديرية عسيلان م/ شبوة والشيخ محمد عبد ربه المنصوري والمناضل صالح بلال والمهندس النفطي عبد السلام الحارثي والأخ المناضل أبو أحمد السيباني، والأبن الإعلامي وفي العريمي، وغيرهم ممن فضلوا التحفظ بعدم ذكر أسمائهم تواضعاً في ما قدموه من تعاون في تسهيل مهمة الدراسة الميدانية وفي تكلفة طباعته المادية. كما يسعدني أن يكون مقدم الكتاب للقارئ الكريم المناضل الجليل والسياسي المخضرم الدكتور محمد بن محمد حيدرة (مسدوس)، الذي أفادني بتوجيهاته وملاحظاته القيمة، فله الشكر والثناء وتمنيات الصحة والعمر الزاخر بالعطاء الفكري والسياسي.. كما لا يفوتني أن أزجي بالشكر للأبن المجتهد نادر عبد الكريم أسعد قحطان المعيد بكلية التربية صبر لمراجعته النحوية وتصويباته اللغوية لهذه الدراسة..

د. حسين مثنى العاقل
أستاذ الجغرافيا المساعد كلية التربية صبر – جامعة عدن
ابريل 2014م الموافق جماد الثاني 1435ھ

ليست هناك تعليقات: