
كانت أطماع الشمال لضم الجنوب و الحاقه به معروفة على مر التاريخ من عهد شمر يهرعش مرورا بإسماعيل إبن القاسم و حتى آخر حكم للإمامة الزيدية لكن الجنوب ينتفض في كل مرة و يتحرر و يستعيد عافية كياناته السياسية. آخر محاولة لضم الجنوب بالشمال حيكت قبل الإستقلال فبدلا من ضم حضرموت و المهرة الى إتحاد الجنوب العربي ذهب المستغفلون... للمفاوضات مع بريطانيا و التوقيع بإسم كيان جديد لم يستفت عليه شعب الجنوب و ليته إستمر بل غير الى تسمية أخرى ليسهل إبتلاع الجنوب في أي وقت. صراعات سياسية و دامية جرت في الجنوب منذ الإستقلال حتى يوم إعلان الوحدة الغفلة أسها أن لا وحدة مع الشمال و فيه قوى لا تؤمن بالوحدة و إنما تؤمن بإبتلاع الجنوب و جعله تحت هيمنتها و سيطرتها تتحكم به و بخيراته كيفما تشاء. قحطان الشعبي و فيصل الشعبي و محمد صالح عولقي و أحمد صالح الشاعر و عبدالباري قاسم و نور الدين قاسم و سيف الضالعي و البيشي و كل شهداء الطائرة التي أقلت الدبلوماسيين في عملية غادرة و مفضوحة عام 1973م كل هؤلاء و معهم سالم ربيع علي و علي ناصر محمد و علي عنتر و علي شائع و محمد صالح مطيع و قماطة و كثيرون آخرون تم تصفيتهم و إبعادهم حتى يأتي اليوم الذي يدخل فيه الجنوب الوحدة و هو في حال من الضعف يسهل على الشمال إبتلاعه و قد إبتلعه فعلا. اليوم ينتفض شعب الجنوب بعد أن إستوعب الدرس جيدا و ليس أمام الشمال الا الإذعان للحق فالجنوب لأهله و الشمال لأهله و يمكن خلق حالة من التعايش و التكافل الإقتصادي و الإجتماعي فلنكمل بعضنا بإيجاد صيغة جامعة مؤسسية تضمن لنا جميعا حق العيش الآمن و المستقر بعيدا عن التناحر و الصراعات و الفتن و الدسائس و المؤامرات. من الآن نعمل و نؤسس لهذه الحياة الكريمة المنشودة فما بعد ذلك الا الطوفان.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق