البحث في هذه المدونة

الجمعة، 28 ديسمبر 2012

أيها اللاهثون وراء مثل هذه الحوارات أي عينة من الناس أنتم؟!

بقلم:علي ثابت القضيبي

يجلس اليوم أفراد من الجنوبيين على طاولات لجان التحضير للحوار المزعوم في صنعاء وتلهث شرذمة أخرى للمشاركة فيه مع أنه لا هؤلاء ولا اؤلئك يتمتعون بأي التفاف جماهيري ولو من شريحة بسيطة في الشارع الجنوبي الذي انتفض معظمه في 30 نوفمبر الفارط ليعبر عن رغبته الجامحة في الخلاص من وحدة السوء القائمة.
واليوم يتسارع ضجيج طبول حوار صنعاء على خلفية تلك المبادرة الخليجية مع أن هذه المبادرة لم تشر إلا بكلمات مقتضبة إلى قضية الجنوب والمشكلة المحورية التي تعصف بالبلاد ومع ذلك يهلل هؤلاء اللاهثون ويضجون عن هذه الحوارات مع أن في ذلك إبهات فاضح للحق الجنوبي المشروع في الخلاص من الأوضاع القائمة وتمييع ودفن الجرائم البشعة التي حاقت بالجنوب طوال الفترة المنصرمة وما انفكت سائرة حتى اللحظة، وفي الوقت نفسه إهدار لدماء الشهداء والجرحى والمعتقلين الجنوبيين الذين ضحوا لأجل قضيتهم العادلة.
بأمانة، من الواضح أن ثمة شرذمة من الجنوبيين تتوق وتتشوق بلهفة جارفة للبحث لنفسها عن دورها أو عن موقع ما على شاشة الأحداث الجارية في البلاد هو سلوك نرجسي مقرف ولا شك، وثمة من يتمسح ويتذلل عارضا نفسه لإدراجه في قوائم المتحاورين بحثا عن عوائد من المخصصات والإمكانات المرصودة لهذا الحوار، وهؤلاء هم أكثر بؤسا وأحط خلق الله شأنا بلا ريب، والأكثر سوءا هم أولئك الذين ينفذون أجندات وسيناريوهات مرسومة للجنوب من بعض الدول الفاعلة عالميا وبعض دول الإقليم، فهذا يحدث بسبب الوقوع تحت طائلة الإحراج من وراء المخصصات المالية التي يستلمونها منهم أو تحت وقع الضغوط أو الوعود بأدوار ما في مرحلة ما بعد حوارات السفسطة والهذيان بنتائجها المعروفة والمعهودة في الحوارات اليمنية طوال المراحل السابقة.
أيها اللاهثون وراء مثل هذه الحوارات أي عينة من الناس أنتم؟! ألم تروا أنهم لم يعيروا ولم يعترفوا لكم حتى بتلك النقاط العشرين التي ابتدعتها لجنة التحضير لحوارهم من قبيل إظهار حسن النية تجاه الجنوب (مع أنها لا تعني الجنوب في شيء أصلا)؟! ومع ذلك لم يقدموا على تنفيذ ولو نقطة واحدة منها، وأنتم ما انفككتم تدلون ألسنتكم وتنصاعون لخداعهم وهو الخداع والإفك والمكر الذي يجري في عروقهم كما تجري فيها البلازما وكريات الدم الحمراء والبيضاء، فأي آمال تلقونها على حوارهم هذا.
ياهؤلاء الشارع الجنوبي يتساءل اليوم بحرقة وغضب، ياترى من فوضكم ومن خولكم حتى تسعوا للحديث باسمه أو تجلسو وتتفاوضوا وتقروا نيابة عنه؟ فعلا من أعطاكم مثل هذا الحق والشعب الجنوبي قد جاهر الداخل والخارج وبصوت عال (لا تفاوض لا حوار نحن أصحاب القرار)، نعم قال الشعب ذلك في جمعة 30 نوفمبر الفارط ومن خلال حشود بشرية هائلة لم تشهد لها عدن مثيلا طوال عهدها.

ياهؤلاء ماذا دهاكم حتى تتصدوا لرغبة وإرادة الغالبية الأعم من شعب الجنوب الذي أعلن محدداته ورؤيته للحوارات المطلوبة لمعالجة قضيته، أم هي الرغبة النزقة في حب الشهرة والظهور على مشهد الأحداث الجارية في البلاد، أو ربما هو اللهث وراء الأموال والحظوة والمكانة أو أنه السعي إلى إرضاء الممسكين بخيوط اللعبة ومحركيها في هذه البلاد على أمل وعود بمردودات وعائدات.. فشعب الجنوب أكبر من أن تلوى عنق إرادته وهو أكبر من أن يوقف كائنا من كان هدير وهيجان ثورته السلمية حتى يحقق نصره، والأيام بيننا!.

ليست هناك تعليقات: