وتوقع مراقبون أن من شأن إدراج اسم البيض في بيان مجلس الأمن الدولي زيادة شعبيته وكسب تعاطف غالبية الشارع الجنوبي معه ، التي تعد - كما يرون - معاقبة له على مواقفه الثابتة تجاه قضية شعب الجنوب .
ويقول صلاح السقلدي على صفحته في "الفيسبوك" وهو كاتب وإعلامي جنوبي " وأنا أحيل النظر في معظم الردود والتعليقات على صفحة الفيسبوك بخصوص فضيحة مجلس الأمن الأخيرة يتبدى الأمر على شكل استفتاء سياسي سريع ظفر به الرئيس البيض عند الشعب الجنوبي التواق نحو استعادة دولته".
ويضيف " فمن حيث قدر مجلس الأمن الدولي ومن يقف خلفه انه سيضعف من موقف الرجل إزاء شعبه ، فالنتيجة يبدو أنها ستكون عكسية عليهم ، فالبيض سيبدو بموقف المظلوم وسيتضاعف مؤيدوه بكثرة، وسيكون كعودٍ زاده الإحراق طيبا".
باعوم يصعد
وكان الزعيم الجنوبي حسن أحمد باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي قد استنكر تجاهل بيان مجلس الأمن الدولي الأخير لثورة شعب الجنوب وقضيته العادلة ، معلنا تضامنه مع الرئيس البيض.
وقال باعوم في بيان له اليوم " أعلن تضامني مع أخي ورفيق دربي المناضل علي البيض وندين عملية إدراج اسمه في ذلك البيان باعتباره معرقلا للتسوية في اليمن الشقيق وهو ما يعتبره شعبنا مجافيا للحقيقة وخلطا لا ندري ما الهدف منه حيث أننا في الجنوب لا صلة لنا بالخلافات في اليمن ولا بمبادرة الأشقاء الخليجيين التي قدمت لحل النزاع بين طرفي الصراع في صنعاء ولم تهتم بالجنوب وقضيته العادلة" .
ودعا باعوم أطياف الشعب الجنوبي للخروج قبيل وأثناء انعقاد ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني في كل ساحات الجنوب "لنزلزل الأرض تحت أقدام المحتل ولنثبت للعالم بأسره أننا أحرار وسنبقى أحراراً ولن نستجدي حريتنا من أحد بل سننتزعها بنضالنا السلمي".
البيض يفند
من ناحيته قال بيان صادر عن مكتب الرئيس البيض "إن الإشارة الواردة إلى الرئيس علي سالم البيض في بيان مجلس الأمن هي إشارة سياسية وليس قانونية ،واستهداف سياسي واضح لقضية شعب الجنوب التي يمثلها الرئيس علي سالم البيض منذ 21 مايو 1994م وإعلانه قرار فك الارتباط واستعادة جمهورية اليمن الديمقراطية ،وان الإشارة إلى الصفة السياسية للرئيس البيض كنائب للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح مفارقة عجيبة وغريبة وغير منطقية سياسياً وقانونياً حيث وان علي سالم البيض هو رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية ،ومعروف من هو النائب للرئيس المخلوع صالح منذ احتلال الجنوب عام 1994م".
وقال البيان " لا يجوز قانوناً تحميل الرئيس علي سالم البيض أي التزامات عن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية لعدم تعهده والتزامه بتنفيذها لمجلس الأمن الدولي ،ولعدم توقيعه عليها وبصفته ليس طرفاً فيها فمن المستحيل وغير الجائز قانوناً تحمله اي تبعات عن عدم تنفيذها كونها تعني الأطراف الموقعة عليها.
واعتبر الفقرة الرابعة من بيان مجلس الأمن الدولي "خصوصا الإشارة إلى الرئيس علي سالم البيض في غير محلها ،ومخالفة للقانون الدولي والمواثيق الدولية وسوف تكون لها تبعاتها السلبية في الشارع الجنوبي وتزيد الأمور تعقيداً في ثورة الجنوب التحررية السلمية ،إذا لم يتم تدارك الأمر بتعديلها ،وفي نفس الوقت يعتبر البيان استهداف للشرعية السياسية للرئيس البيض المنبثقة عن الإرادة الشعبية الجنوبية".
تركيع الشعوب
من جانبه أيضا عبر تيار مثقفون من أجل جنوب جديد عن استهجانه لما ورد في بيان مجلس الأمن الدولي الصادر يوم الجمعة : 15 فبراير 2013م، واختزاله إرادة شعب الجنوب المعبر عنها في الحشود المليونية الأخيرة، في موقف الرئيس الجنوبي علي سالم البيض الذي اعتبره بيان مجلس الأمن معرقلاً للتسوية السياسية في صنعاء.
وقال التيار في بيان له وزعه اليوم على وسائل الإعلام إن "ما ورد في بيان مجلس الأمن يتنافى مع طبيعة تكوين مجلس الأمن ووظيفته في حماية الأمن والاستقرار، وليس تركيع الشعوب أو القفز على حقيقة وجودها أو اختزالها في أفراد، أو ابتزازها من خلال استهداف القيادات التي تقف مع ثورة شعبها السلمية التحررية، إذ تم القفز على حقيقة وجود شعب الجنوب بملايينه في الساحات ومسيراته وتظاهراته اليومية، في شكل جديد من إشكال الانتهاك التي مارسها المجلس باختزال ثورة شعب الجنوب في قائد أو في فرد من أفراد شعب الجنوب، إذ أدرج البيان اسم الرئيس الجنوبي علي سالم البيض مجاوراً - في بيان واحد وتهمة واحدة- لاسم الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، الذي ثار عليه شعبه في فبراير 2011م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق