البحث في هذه المدونة

الخميس، 11 أبريل 2013

عبدربه وإعلان حضرموت منطقتين عسكريتين!!..أيها البدوي التائه في صنعاء كفى عبثاً بالجنوب! .. كفى عبثاً بحضرموت!.

محمد العامري
يهللون الآن في صنعاء لقرارات رئيسهم عبدربه منصور الأخيرة بشأن القوات المسلحة، فهي قرارات تلبي بعض مطالب ما تبقى من ثورتهم التي لم يحدث مثلها في البلاد. لكننا هنا في الجنوب، وفي حضرموت خاصة لم يخطر ببال أحد ابالستنا أن يمعن أبالسة صنعاء الشماليون فيستصدرون بتوقيع هادي الجنوبي قراراً لتمكين الاحتلال هنا أولاً، وحماية عمليات نهب الثروات وتجارة المخدرات وغيرها أولاً أيضاً، بإعلان حضرموت منطقتين عسكريتين لا منطقة واحدة فقط، جهاراً نهاراً.

القرارات خطيرة في مكرها وكيدها للجنوب وثورة حراكه السلمي، وهي أكثر مكراً وكيداً لحضرموت من أي مكر أو كيد سابق. ذلك أن الجنوب عامة وحضرموت خاصة تحت الاحتلال منذ حرب 1994م، التي كان عبدربه نفسه في أثنائها يقاتل في صفوف المعتدين الآثمين بدرجة وزير دفاع، فكان شريكاً في استباحة الأرض الجنوبية والسيادة ونهب الثروات، ثم كوفئ نظير ولائه بأن نقلوه إلى درجة نائب رئيس لتستخدم صفته الجنوبية قوى النظام في صنعاء وحلفاؤها، للتمويه والتضليل الإقليمي والدولي.
ولأنه حفظ الدور وأجاد تمثيله بحسب رؤية المخرج والمخرج المساعد، فلم يكن مستغرباً أن يكافأ مرة أخرى لينقلوه إلى درجة رئيس جمهورية (حتة وحدة) لتستخدم صفته الجنوبية تلك القوى وحلفاؤها في صنعاء، مسنودة هذه المرة برغبات إقليمية وأمريكية، من دون اعتراض من أصحاب الثورة إلذي لم يحدث مثلها في البلاد، على كون عبدربه جزءاً من فلول النظام الذي نادوا بإسقاطه، بل كان بدرجة نائب (المخلوع المحصّن)، وبدرجة أمين عام لحزبه أيضاً!.
سيقول بعض الجنوبيين من أتباعه: إن التصالح والتسامح الجنوبي يقتضي أن نضرب صفحاً عن سجلات الأمس، ولقد ضربنا صفحاً عنها فعلاً، والمليونيات شواهد ، لكن سجلات اليوم التي تعمل على شرعنة خطيئة تاريخية جديدة، تجيد قوى صنعاء وحلفاؤها إحكامها بتوقيع جنوبي، مسألة لا علاقة لها بأخلاقيات التصالح والتسامح. فعبدربه يعلم علم اليقين أن في الجنوب من المهرة إلى باب المندب شعباً حراً أبياً يناضل سلمياً منذ سنوات لاستعادة حريته وكرامته وسيادته على أرضه، لكنه – أي عبدربه - يمعن في إيذائه كما لم يمعن غيره من رموز صنعاء، وذاك شأنه واختياره، وليس داخلاً في إطار الاختلاف معه في وجهة النظر، ولا هو ضمن صلاحياته في الجنوب، لأن شعب الجنوب لم ينتخبه رئيساً، ولم يعترف بانتخابه أصلاً، فهو أداة صورية، مثله، لنقل السلطة في صنعاء سلمياً من يد رئيسه إلى يده (الأمينة) حسب وصف صاحبه نفسه.
لكن أن يصل عبث قوى صنعاء وحلفائها بشعبنا في الجنوب هذا المبلغ مستغلين تصديق صاحبنا نفسه بأنه رئيس جمهورية، فهذا شأن لا يمكن السكوت عنه، فهو تمكين للاحتلال، وفرض لسطوته بإسناد خارجي، ولا يمكن القبول به أو التعامل معه، على أنه موضع ارتياح شعبي، هنا، كما هو موضع ارتياح شعبي، هناك، كما جاء في إشارة المبعوث الأممي جمال بن عمر على صفحته في الفيس بوك أمس:( لقد لمست من خلال اتصالاتي ارتياحاً شعبياً ودعماً دولياً قوياً لهذه القرارات. وأنا على يقين أنها سوف تصب في مصلحة تعزيز أمن اليمن واستقراره).
لعبدربه أن يكون رئيساً في صنعاء كما يريد لنفسه ولمن معه، وكما تريد له قوى صنعاء وحلفاؤها، وكما تريد له أي دولة من دول العالم، لكن ليس له أن يملي على شعبنا إرادته، بأرذل صور الإملاء التي ربما يتردد أي (صنعاني) في التوقيع عليها، وبدلاً عنها سيفكر في استخدام تخريجة مضللة، كما هي عادتهم منذ استباحة الجنوب كله في 1994م بالحرب والفتوى.
ولعبدربه أن يؤدي دور الرئيس في صنعاء كما يحب، ولا اعتراض لأحد في عدن أو حضرموت أو غيرهما من مدن الجنوب ومناطقه، لكن الاعتراض والرفض في هذه المدن والمناطق لكل إجراء يمارسه عبدربه بالنيابة عن قوى صنعاء وحلفائها الذين يتخذونه قناعاً سياسياً جنوبياً لها، تماماً كما استخدموه في أثناء الحرب وما تلاها، ثم فعّلوا (شريحته) فاستخدموه لتجديد بقائهم وحماية مصالح تحالفهم التاريخي.
إن من يرضى على نفسه أن يكون قناعاً للوجوه القبيحة هو أكثر قبحاً من تلك الوجوه، لأن لديها على الأقل بعض الحياء أو الرياء ربما، أما من يستعرض عضلاته على بني جلدته كعبدربه الآن، فهو من فصيلة (ابن العلقمي) صاحب الجريمة النكراء في ممالأة هولاكو على غزو بغداد حاضرة الخلافة الإسلامية وإسقاطها.
عبدربه، كما هو واضح، يكيد لشعب الجنوب الذي رفض وأفشل مسرحية انتخابه في 21 فبراير 2012م، فيعمل على إثقاله بأعباء قرارات (جمهورية)، هي استمرار لفعله المشين في حرب صيف 1994م، إذ كان شريكاً لرئيسه ولصاحب الفتوى الشهيرة في العدوان على الجنوب، وهاهو يمعن في الشراكة العدوانية، بتوقيع قرارات ضد إرادة شعبه. فبأي عقل يفكر هذا؟ وبأي قلب يعيش؟ وكيف يغمض له جفن وهو يمعن في الكيد الفاجر للجنوب؟.
ليس مهماً أن نعرف إجاباته، فهي ليست بعيدة عن أعراض ومظاهر سيكلوجية المستخدَم، مهما تكن درجته، لكن السؤال الأهم: كيف سيواجه الجنوب هذه القرارات التي تهدف إلى الالتفاف على ثورته السلمية وإعاقتها على الأرض؟ وماذا تقول حضرموت التي أعلنها عبدربه الصنعاني منطقتين عسكريتين بدلاً من منطقة واحدة ثقيلة الوطء منذ أن كانت؟.
عبدربه .. أيها البدوي التائه في صنعاء كفى عبثاً بالجنوب! .. كفى عبثاً بحضرموت!.

ليست هناك تعليقات: