د.فضل الربيعي |
تتسارع الأحداث في الجنوب وتزداد معاناة الناس يوما عن يوم، ويسيطر الخوف على قلوب الأطفال والنساء والكهلة من جراء استمرار تلك الجرائم المرتكبة بحق أبناء الجنوب الذي تسفك دمائهم بشكل يومي على طول وعرض أرض الجنوب بصورة مفجعة لم يسبق لها مثل، وتدمير كل ما تبقى من مقدرات وثروات الجنوب، عابثين بكل مقوماته الإنسانية والحضارية ووحدته الوطنية بصورة ممنهجة، وتزرع الكوابح وتحديات أمام مشروعه التحرري الذي لا رجعه عنه.
فهل يعقل أن تستمر تلك المشاريع التدميرية لتصل إلى مداها العدواني التدميري الدموي المتوحش الذي يمارسه أسوأ احتلال عرفته البشرية، القتل والتدمير يتعمد كل إنسان جنوبي أينما كان هكذا قرر القتلة في صنعاء منذ الفخ الذي زرع للجنوب بإعلان وحدة زائفة عام 1990م، تتم تصفية الجنوبيين وتهجيرهم وتجهيلهم، تسفك دمائهم، والعالم متفرج مشغول بتسوية الخلاف بين اجنحة الاحتلال في صنعاء ، إلى متى يضل المجتمع الدولي والإقليمي متفرج عن هذه الحرب التدميرية ؟
عليكم أن تعرفوا إذا كنتم لا تعرفون بأن الجنوب يعيش أوضاع مأساوية ومخيفة فرضت عليه حالة طوارئ مستمرة منذُ أن وقع في فخ الوحدة المزعومة عام 1990م ، وإعلان الحرب عليه في 1994م وتم غزوه وفرض عليه ما تسمى وحدة القوة .
لقد دخل الجنوب تحت الاحتلال الهمجي والتدميري، تلك هي الحقيقة المرة التي يعيشها المواطن الجنوبي المبتلي بالكوارث في وطن أضعفت قدراته ونهبت ثرواته ،وطن على حافة الهاوية تسوده الفوضى العارمة والاختلالات الامنية، والاغتيالات المتعددة واغراقه بمادة المخدرات والسطو على الممتلكات وتجريف ثرواته النفطية والغازية والسمكية ويعاقب جماعيا بقطع الكهرباء والمياه كم يتم في فلسطين المحتلة.
وطن يعيش أبنائه تحت الاذلال ورحمة من استولى على ثرواته شعب يبحث عن وطن مسلوب الذاكرة و الأرض و الهوية ، عبثوا بثرواته وتطاولوا على ذاكرته التاريخية، وأذلوا رجاله وهجروا شبابه، ودمروا أجياله التي لم تنسَ ذلك ابدا، وسوف تستعيد حقوقها المشروعة بالوسائل المتاحة .
أنها ممارسات لا يمكن أن نجد لها تفسير إلا بأنها تحمل عداوة وزر التاريخ يقذفوها بحقد دفين، طالت كل نواحي الحياة في الجنوب بشكل تتنافى مع كل القيم الإنسانية والأخلاقية. هذا هو جزء من الواقع الصعب والمرير الذي يحس به كل جنوبي بغض النظر عن موقعه ومصلحته الانية اليوم.
شعب دفع ثمن نزاهته هذا العدوان . ندرك تماماً إن نظام الجمهورية العربية اليمنية لابدُ من رحيله من الجنوب لأن معالم رحيله تتضح جلياً يوماً بعد الأخر ، كما يعبر عنها الوعي المتنامي والنضال المثابر الذي يخوضه ابنا الجنوب ، ودماء الشهداء التي تسفك بشكل مستمر على أرض الجنوب .
إننا نتساءل إين الموقف الإقليمي والدولي وما أسباب صمتكم و تجاهلكم لما يجري في من جرائم ترتُكب ضد دولة وشعب الجنوب على الرغم من علمكم بسقوط الالاف من الشهداء واعتقال الآلاف وارتكاب المجازر الجماعية البشعة من مجزرة المعجلة الى محرقة 7 اكتوبر و مجزة 21 فبراير 2013م، ومحرقة دوفس وغيرها ... ومواجهة الاحتجاجات السلمية بالقتل سقط فيها الالاف من الشهداء والجرحى ، والمئات من المختفين قصراً .
ألم يخبركم رسلائكم وسفرائكم عن ذلك ؟
لقد خرج الشعب بمليونيات سبع فترة لا تتجاوز الثمانية الاشهر ليسمعكم انه شعب حر يطالب بالتحرير كأي شعب من شعوب المعمورة التي ترفض الاحتلال . ويقر ر مصيره كبقية شعو ب العالم.
فإلى متى هذا الصمت الطويل أيها الإخوة العرب والمسلمين .. أيها الأصدقاء والحلفاء السابقين والقادمين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق