![]() |
| محمد الزعوري |
نقول للمتشدقين باسم اليمن والوحدة إن شعب الجنوب يعيش أقسى وأسوأ حقبة زمنية في تاريخه نتيجة تعرضه لأسوأ احتلال عسكري من قبل الجمهورية العربية اليمنية، هذه التي توجت فشل مشروع الوحدة الكارثي يغزو دولة الشريك الجنوبي.
فخسر شعب الجنوب الدولة والاستقلال ليخضع لاحتلال بدائي همجي غادر.
ومما لاشك فيه بأن قيادة دولة الجنوب ذهبت إلى الوحدة مع سلطة صنعاء، مجسدة الطموح السياسي العربي في انجاز وحدة عربية تخرج امتنا من حالة التمزق والضعف والانحطاط الحضاري إلى فضاء تاريخي جديد يبني مداميك القوة لاستعادة العزة والكرامة القومية المهدورتين.
و إذ قبل شعب الجنوب (الوحدة) عام 1990م مع (ح.ع.ي) التي يزيد سكانها عليه بثمانية – عشرة أضعاف وتنقص مساحة أراضيها على مساحة الجنوب ثلاث مرات وبالثروات عشرات المرات تقريباً، فإنما قبل التضحية بكل هذه المميزات التي تخصه وقبلها تنازل عما هو أهم أي القبول بتغيير هويته من "الجنوب العربي" إلى الـ(ج.ي.ج.ش) عشية الاستقلال ثم إلى الـ(ج.ي.د.ش) يعد 22/6/1969م، من اجل خدمة المصلحة القومية العربية، مؤملاً ان تكون تلك الوحدة فاتحة أمل، تقدم نموذجاً يجسد – في الواقع – أفضليات الوحدة في خدمة الأمة.
وما كان شعبنا يتصور أن يتحول من صاحب فضل إلى ( ضحية حلمه القومي ) حين تعرض لعدوان عسكري غادر بشع من قبل عصابات الـ (ج.ع.ي) مسنودة بحملة دعم وتأييد شعب العربية اليمنية لهذا العدوان .
بيد ان الفشل الكارثي لمشروع وحدة 1990م على شعبنا الذي غدر به من قبل سلطة صنعاء قد أجلى بقوة استحالة الوحدة ، وان وحدة ناجحة تفترض بالضرورة مراعاة الهويات القطرية التي تكونت في كل دولة منذ قرون، فضلاً عن احترام خصوصيات كل مجتمع.. الخ.
كما ان ذلك الفشل الذي تحول الى احتلال عسكري لدولة الجنوب من قبل دولة الشمال، قد اسقط ليس أحلام شعبنا في الوحدة وحسب بل ولدى الشعوب العربية الأخرى – دون شك - .
فلقد تحولت الوحدة الى كابوس رهيب لدى شعب الجنوب ، عندما وجد نفسه يخضع لاحتلال عسكري اجتثاثي استيطاني باسم وحدة ولدت ميتة، وليس منها سوى خرقة بثلاثة ألوان يحتمي بها المحتلون للجنوب في سابقة استعمارية لم يشهد لها التاريخ الحديث والمعاصر مثيلاً.
* نقلا عن تعليق للكاتب على رداً على مقال بعنوان :
(حتى الهوية اليمنية لايطيقونها) منشورعلى صفحة الفيس بوك


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق