الدكتور: ياسين سعيد نعمان |
تقديم **
نشر موقع.نيوزيمن وبمشاركة شبكة عدن بوست الالكترونية مقابلة صحفية خاصة أجراءها جمال
المجاهد مع الدكتور : ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني .. ولاهمية ما تضمنته هذه المقابلة واجابات الدكتور ياسين حول أهم قضاياء
الساعة في اليمن..وما يتعلق بالقضية
الجنوبية وكيف يرى الطريق الاسلم والمدخل المنطقي لحلها من وجهة نظره والحزب
الاشتراكي اليمني الذي يقوده..وباعتبار الدكتور ياسين سعيد نعمان هامة وطنية يعتد
بها وبعمق الافكار والطروحات التي تصدر عن هذه الشخصية السياسية والفكرية ..
وباعتباره وآحد من أهم رواد التنوير والفكر السياسي المعاصر في اليمن والوطن العربي ..
وهذا المكانة التي يحتلها الدكتور ياسين كسياسي محترف ومفكر عميق الفكر وغزير الثقافة يفرض علينا ان
نصغي لما يقول .. وبعقل متفتح علينا ان نتناقش ونتحاور مع مايطرح من افكار دون
مواقف ووجهات نظر مسبقة .. أو مسلمات غير خاضعة للنقاش والفحص والتحليل .. حيث وان
الكثير مما يقوله الدكتور ياسين يحمل الكثير من الاجابات عن اسئلة تشغل عقولنا
بحثا عن حلول واجابات لها ..فكلام الدكتور ياسين ليس بالسهل الممتنع كما يقول
النقاد ولكنه الممتنع عن الفهم للقارئ العادي والناظر السطحي والمطلع العابر على السطور .. وكذا هو
اكثر امتناعا وعصيا عن الفهم لاصحاب الاحكام والمواقف المسبقة..ولمن يريد ان يفرض
وجهة نظره فقط.
وحتى تعم الفائدة يسرنا في ( صبح الصبيحة )ان نقتبس هذا الجزء من المقابلة المشار اليها ، حول ما يتعلق بحل القضية الجنوبية التي يقول فيما قال عن حلها :
أن الحل فيما يخص الجنوب.. يجب أن لا يكون حلاً نخبوياً وإنما يجب أن يتم على قاعدة شعبية لأن الذي سيتحمل مسؤولية أي خيار هو الشعب ، ويكفي أن النخب في كثير من المحطات اختارت حلولاً من نوع ما لم تصمد كثيراً أمام متغيّرات الحياة ، ولذلك أعتقد أنه آن الأوان أن تتحاور الأطراف السياسية بثقة وتتحاور مع الشعب وأن يكون للشعب كلمة فيما ستستقر عليه الأمور(التقديم لصبح الصبيحة)**
وبحسب المقابلة المنشورة والتي نقتبس منها هذا الجزء المتعلق بالاسئلة
المثارة حول الجنوب والقضية الجنوبية ، ولمن يريد الاطلاع على المقابلة كاملة يمكنه
ان يطلع عليها كاملة عبر الرابط اسفل الصفحة:
طرحتم في الحزب الاشتراكي إثنتي عشرة نقطة لحل القضية الجنوبية وتبنّاها
تكتل أحزاب اللقاء المشترك الذي ينضوي الحزب في إطاره.. هل هذه النقاط تمثّل
رؤيتكم لحل القضية الجنوبية بعيداً عن السيناريوهات الأخرى المطروحة؟
**
أولاً:
دعني أقول لك إن النقاط الإثنتي عشرة التي وضعناها ليست لحل القضية الجنوبية ولكن
اعتبرناها مدخلاً لبناء الثقة والسير نحو حوار وطني لكل أطراف العملية السياسية.
ثانياً
: هذه النقاط ليست جديدة، هذه النقاط وضعناها بعد حرب 94 مباشرةً ولكن نظام علي
عبد الله صالح كان يتجاهل كل ما كان يطرح فيما يخص حل مشاكل الجنوب مما أدّى إلى
مزيد من التعقيدات، وبالتالي خلق حالة من الإحباط عند الناس في الجنوب بأنه لا أمل
من حل أي مشكلة مما دفع إلى هذا الموقف الذي نشهده اليوم وهذا المزاج الذي يعكسه
الحراك الجنوبي والذي على ضوئه طبعاً تكوّنت مثل هذه المواقف السياسية.
الوضع
في الجنوب اليوم يحتاج إلى معالجة جذرية ليس فقط معالجة المشكلات القائمة التي
تحدّثنا عنها في إطار النقاط الإثنتي عشرة، ولكن لا بد من معالجة جذرية تقوم على
أساس اعتبار الجنوب طرف حقيقي في المعادلة السياسية اليمنية، معادلة بناء الدولة،
هذا يتطلّب حوار شامل يشترك فيه الجنوبيون وتشترك فيه كافة القوى السياسية وفي نفس
الوقت، النظر إلى الجنوب كمشروع سياسي سواء كان من الناحية السياسية أو بالاستناد
إلى الأدوار التي ظل الجنوب يؤدّيها في حياته خلال كل العقود الماضية. أنا برأيي
أن الجنوب يجب ألا ينظر إليه كقضية عصبوية ولكن كمشروع سياسي إذا تم الاتفاق على
النظر إلى الجنوب بهذه الصفة أنا أعتقد أننا بذلك نستطيع أولاً أن نمكّن الجنوب من
أن يحافظ على وحدته بدلاً ممّا يمكن أن يتعرّض له من تمزّق، وثانياً أن يقوم
بالدور التاريخي الذي يعوّل عليه أن يلعبه فيما يخص بناء هذه الدولة المدنية لكل
أبناء اليمن.
بناء
الثقة
*
ماذا لو لم يتم الموافقة على النقاط الاثنتي عشرة وخاصةً الاعتذار الرسمي
عن حرب صيف عام 1994 وإعادة المسرّحين قسراً والأراضي والممتلكات العامة والخاصة؟
**
أنا
أعتقد أن النخب السياسية مع السلطة القائمة الآن إذا لم تعط لهذه المسألة الأهمية
الكافية وتتّخذ الخطوات والإجراءات العملية وفقاً لما تحدّثنا عنه سواءً فيما يخص
هذه النقاط الاثنتي عشرة وغيرها من الإجراءات الأخرى وتنظر إلى ما يجري في الجنوب
من مشكلات ومن مزاج فإنها ستتحمل مسؤولية ما سيترتّب على ذلك من تعميق الانقسام
الوطني. على الجميع أن يدرك أن هذه الخطوات لا تساوي شيئاً أمام الحاجة إلى إعادة
بناء الثقة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد.
وبالتالي
هذه الخطوات هي مجرّد مقدّمات ضرورية بل ومدخل كما قلنا لإعادة الثقة حتى يشعر
الناس في الجنوب أن هذا النظام أو هذه السلطة الجديدة بدأت تكوّن منطلقات جديدة
لحل مشكلة الجنوب بعيداً عن نزق النظام القديم الذي عبث كثيراً بالجنوب وعبث
كثيراً باليمن وقادت سياساته التفكيكية إلى هذا الوضع الذي نعيشه اليوم. النظام
القديم أراد أن يحمي نفسه بخلق هذه البنى التفكيكية وهذه المشاريع المختلفة
باعتباره نظام عائلي أراد أن يخلق هذه المشكلات في مواجة المشروع الوطني
وبالتالي
على هذه السلطة اليوم أن تعي تماماً أنها أمام مهمة صعبة تبدأ بتقديم الأدلة على
أنها قادرة أو مستعدة لمواجهة كل ما أنتجته السياسة التفكيكية للنظام القديم بدءاً
بالحالة الجنوبية.
*
في ظل أطروحات الفيدرالية والكونفدرالية والانفصال وفك الارتباط بين شمال
وجنوب اليمن.. ما الخيار الذي ترون أنه الأنسب لحل القضية الجنوبية؟
**
الحزب
الاشتراكي لديه رؤيته فيما يخص حل المشكلة بشكل عام وسيقدم هذه الرؤية إلى مؤتمر
الحوار الوطني. الحزب الاشتراكي يرى أن الحل فيما يخص الجنوب أو الوضع اليمني بشكل
عام يجب أن لا يكون حلاً نخبوياً وإنما يجب أن يتم على قاعدة شعبية لأن الذي
سيتحمل مسؤولية أي خيار هو الشعب، ويكفي أن النخب في كثير من المحطات اختارت
حلولاً من نوع ما لم تصمد كثيراً أمام متغيّرات الحياة، ولذلك أعتقد أنه آن الأوان
أن تتحاور الأطراف السياسية بثقة وتتحاور مع الشعب وأن يكون للشعب كلمة فيما
ستستقر عليه الأمور. لكن مبدئياً أستطيع أن أقول إن الوحدة القائمة على أساس رد
الاعتبار للجنوب واعتباره طرفاً في معادلة وطنية حقيقية هي في الأساس تحمي الجنوب.
تحميه
لماذا؟ لأن رد الفعل الذي نشأ اليوم في الجنوب من هذه الوحدة التي جرى ضربها في
حرب 94 تجاوز حقيقة أن الجنوب مشروع سياسي واتّجهت به إلى أن يصبح مشروعاً
عصبوياًَ، وإذا سار في هذا الاتجاه محمولاً بهذه الثقافة فإنه سيكون عرضة للتمزّق
لماذا؟ الجنوب كدولة عمرها لا يتجاوز 23 سنة من عام 1967 حتى عام 1990، وقامت
أيضاً على أساس مشروع سياسي واستطاعت هذه الدولة أن تدمج أو توحّد في إطارها 23
سلطنة ومشيخة، هذه السلطنات والمشيخات أعمار البعض منها يتجاوز 250 سنة. لاحظ هنا
صراع الهويات، انطلقنا من ثقافة عصبوية للحديث عن الجنوب، هنا الخطورة، الهوية
التي عمرها 250 سنة بالتأكيد ستكون أكثر قوة وفاعلية من الدولة التي عمرها 23 سنة
ولذلك لا بد أن نتّجه نحو حماية الجنوب من هذه الثقافة العصبوية التي يجري انتاجها
اليوم، بالتمسّك بأن الجنوب مشروع سياسي. إذا انطلقنا من هنا بعد ذلك قضية الوحدة
أو غيرها من القضايا سيتم التعامل معها باطمئنان سواء كانت الوحدة أو حتى فك
الارتباط، لكن الخطورة أن يتم التعامل مع هذه المفردات بمثل هذه الثقافة العصبوية
التي يتم إنتاجها كرد فعل لحرب 94 وما حملته فعلاً من سياسات أدت إلى قتل الوحدة
في وعي الناس في الجنوب.
علي سالم البيض
*
ما وضعية نائب الرئيس السابق علي سالم البيض بالنسبة لكم في الحزب
الإشتراكي، وكيف تنظرون إليه وهو الذي يطالب بالانفصال أو فك الارتباط؟
**
وضعيته
من أي ناحية؟
*
من ناحية علاقته
بالحزب الاشتراكي وعلاقة الحزب به وأيضاً مدى تمثيله لقطاع معيّن من اليمنيين في
الجنوب؟
**
دعني
أقول لك كثير من القيادات السابقة التي كانت على رأس هذا الحزب تركت الحزب وبعضها
أعلن ذلك، وبعضها ترك الحزب لكي يتطهّر كما يعتقد، حينما كان كثير منهم هم من
صنعوا سياسات الحزب ولا يستطيعون اليوم أن يقولوا إنهم لم يكونوا مسؤولين عنه، لكن
ما يشرّف هذا الحزب أن من بقي فيه هم المناضلون البسطاء الذين لم يكن معظمهم في
يوم من الأيام لا في السلطة ولا في قيادة الحزب ومع ذلك نحن نريد أن نحتفظ بعلاقة
طيبة مع كل من ترك الحزب، ليس لدينا مشكلة، لكل إنسان خياراته، لكن لا نريد البعض
أن يعبّيء خياراته على حساب خيارات هذا الحزب أو بالانتقاص من خيارات هذا الحزب.
الذي يقوم بالترويج أو تسويق خياراته بالانتقاص من خيارات الحزب نحن سنكون ضده مائة
في المائة، أما إذا أراد أن يسوّق خياراته دون انتقاص من خيارات الآخرين فهذا
شأنه. لكن دعني أقول لك شيئاً واحداً أنا فقط أريد أن أذكّر البعض بمسألة واحدة،
إنه عندما كان الجنوب في التسعينيات وما قبل التسعينيات وكان الناس يصفّقون للوحدة
وكان أي شخص يرفض الوحدة يعتبر خائناً، جميع هؤلاء أصبحوا أبطال باسم الوحدة،
اليوم عندما تعثّرت الوحدة بسبب سياسات النظام العائلي وحرب 94 أصبح صعب اليوم أن
من يدّعي أو يقول إنه وحده في الجنوب بسبب هذا الوضع، البعض يريدون أن يصبحوا
أبطالاً باسم الانفصال.. مفارقة عجيبة!
مجاراة
مزاج الناس في العمل السياسي عمل خاطئ، إذا لم تستطع أن تتحاور مع هذا المزاج
وتدّعي أنك سياسي وقائد سياسي وتنطلق من مصالح الناس الإستراتيجية والبعيدة دون
مجاراة لهذا المزاج المتقلّب فأنت لست سياسياً، أنت فقط تريد أن تبحث عن مكان لك
في هذا المزاج.
نحن
في الحزب الاشتراكي عانينا كثيراً ممّن أرادوا أن ينتقصوا من سياسات الحزب لكننا
نشعر أننا نحب الجنوب أكثر منهم، نحن لا نريد أن نقود الجنوب إلى المجهول، نريد أن
نتحدّث عن الجنوب ولا نريد أن نصادر حق الناس في أن يقولوا كلمتهم بشأن الجنوب،
ولكن متى يقولون كلمتهم بشأن الجنوب؟ يقولونها في ظروف أفضل من الظروف الحالية، في
ظروف يكون فيها هذا المزاج قد تغيّر وبالتالي يتحكّم في الكلمة ليس هذا المزاج
المتقلّب ولكن العقل النافذ إلى الحقيقة، والجنوب لا يريد ذلك، لا نريد أن يتقرّر
مصير الجنوب حقيقةً في ضوء هذا المزاج أو يتحكّم به هذا المزاج الذي للأسف يوظّفه
البعض اليوم لمشاريع في تقديري مجهولة
متفائل
*
هل أنتم متفائلون بنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقدرة الأطراف السياسية
اليمنية على الخروج بحلول للمشاكل العالقة والملفات الساخنة مثل قضية الجنوب أو
قضية صعدة أو النظام السياسي أو الدستور؟
**
أنا
متفائل نعم.. لأنه لا يوجد أمام اليمنيين إلا أن يتحاوروا بمسؤولية، وتفاؤلي ناشيء
عن قناعتي بأن اليمنيين تحاربوا وتصارعوا وجرّبوا كل ألوان الصراع ولم يصلوا إلى
نتيجة، واليوم الجميع مقتنعون بأنه يجب أن يتحاوروا. سيقول البعض كيف يدار حوار في
ظل هذه التناقضات من المشاريع والأفكار والرؤى المختلفة؟ أنا أقول إن أمام
المتحاورين وأمام اليمنيين قاسم مشترك جميعهم في حاجة إليه وهو الدولة الضامنة
لحرية الجميع. ماذا أريد أنا كصاحب مشروع أحمله سلمياً سوى أن تكون هناك دولة تضمن
حريتي في تسويق مشروعي للناس. هذه مرحلة يعني دولة لا تقمع حريتي في تسويق مشروعي
وفي نفس الوقت أنا أيضاً واجبي ألا ألجأ إلى العنف لكي أسوّق هذا المشروع، هذه
معادلة يجب أن يتفق عليها المتحاورون وبالتالي المرجعية الأخيرة لتقرير مستقبل هذا
البلد هي الشعب وإرادة الشعب. هذه يفترض أن يتحاور حولها الناس في تقديري الشخصي.
................
..............
أجرى
الحوار/ جمال مجاهد،نيوزيمن
د.ياسين :لا
نريد أن نقود الجنوب إلى المجهول http://www.adenpost.net/Blog/1/439#.UCL3uaSmJKo.facebook
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق