الكاتب:محمد الزعوري |
بعد صدور البيان الأممي سيء الذكر والذي أدرج فيه اسم الرئيس المناضل علي سالم البيض عنوة ، كأحد المعرقلين للتسوية في اليمن ، والذي اعتبره محللون بأنه مقدمة لاستهداف ثورة الجنوب وبداية لمرحلة جديدة من القمع المنظم ضد الشعب الجنوبي تدعمه دول معروفة في تدخلها السافر في شؤون الدول والثورات العربية ، والذي اعتبروه مقدمة لعمل مدروس وممنهج لتصفية الثورة التحررية الجنوبية ، ويشير مراقبون ان هذا البيان قد قدم لنظام الاحتلال وحزبه الحاكم حزب الإصلاح التكفيري بمثابة الضوء الأخضر للحظة الصفر لقمع الحركة الوطنية الجنوبية وحاملها السياسي ( الحراك السلمي الجنوبي ) وخاصة في العاصمة عدن .
ولهذا الغرض فقد جند حزب الإصلاح التكفيري مليشيات متطرفة بمساندة قوات الأمن المركزي والجيش والشرطة العسكرية وتحت غطاء إعلامي مظلل يضفي الشرعية لأعمال القتل والتنكيل التي تحدث في عدن الآن شاركت فيها كبريات القنوات ( كالجزيرة والعربية والبي بي سي ، وغيرها ) والتي تعتمد على مراسلين يمنيين دأبوا منذ زمن على تجاوز الحقيقة وتحرير الأخبار بما يتماشى مع قناعاتهم السياسية ، لتضليل الرأي العام المحلي والدولي باختلاق أحداث مفبركة وخبيثة تتنافى مع قيم المهنة الصحفية والإعلامية وتماهيا مع ما يخطط له المحتل لضرب ثورة الجنوب ..
كل هذا يحدث والعاصمة عدن تشهد حملة أمنية غير مسبوقة حتى في نظام المخلوع صالح حيث تمارس عمليات قتل بالجملة وانتهاك صارخ لحقوق الجنوبيين أبطالها مليشيات ثورة التغير التابعة لحزب الإصلاح وحميد الأحمر ومن لف لفهم والذين تم جلبهم إلى عدن لتنفيذ هذه المهمة القذرة بينما العالم كله يتفرج .. وهذا لا يدع مجالا للشك بان هناك تحالف إقليمي يستهدف القضية الجنوبية ووأدها بعد تنامي الوعي الشعبي الجنوبي وتمسكه بخياره الوحيد الرافض للحوار اليمني القائم على المبادرة الخليجية وحقه في استعادة دولته مستقلة كاملة السيادة ، والتي عبر عنها بمليونيات عديدة في العاصمة عدن والمكلا كان أبرزها مليونية الثالث عشر من يناير و27 و 28 فبراير والتي سميت بمليونية ( نحن أصحاب القرار ) التي أقيمت بينما مجلس الأمن يعقد جلسة استثنائية في عاصمة الاحتلال اليمني صنعاء ، وحتى لا يخرج الأمر عن سيطرة تلك القوى الإقليمية المتنفذة تسعى جاهدة بما تقدمه من دعم مالي وعسكري وسياسي للاحتلال وقواه الظلامية لإبقاء الجنوب تحت سيطرتها حفاظا على مصالحها التي تقدمها سلطة الاحتلال على حساب الحق الجنوبي ولو استدعى القضاء على شعبه بالكامل .
وهاهي أرتال مدرعات درع الجزيرة وحاملات الجند تجوب الشوارع بصحبة مليشيات بلباس مدني تم جلبهم من صنعاء يعتلون أسطح المباني يوجهون رصاص قناصاتهم نحو كل ما هو حي في شوارع المدينة ..إنهم يؤسسون لفصل جديد من القهر واستباحة الدماء والأعراض وهو ما يجري الآن في عدن .. في ضل صمت إعلامي عربي وإقليمي ودولي مخز ومخيف يعبر عن الحلقة المكتملة للمؤامرة ..
عشرات الشهداء من الاطفال والشباب والنساء والشيوخ ومئات الجرحى سقطوا منذ العاشر من فبراير 2013م .. وكان شيئا لم يحدث .. وفي ضل هذا الوضع القائم والذي لم يلتفت إليه احد بل تعطى مزيدا من الفرص للمحتل لمزيد من الانتهاك والقمع والقيام بحرب غير متكافئة ضد الشعب الجنوبي الأعزل .. والضمير الإنساني في سبات عميق ممثلا بمنظماته الحقوقية والإنسانية بمختلف مسمياتها .. فانه من حق شعب الجنوب الذي انتهج النضال السلمي والذي سبق به الثورات العربية وقدم في سبيل حريته قوافل من الشهداء والذي يتجاهله الإقليم والعالم بل ويتآمر عليه أن يلجا لأساليب أخرى تضمن له الحق في الدفاع عن وجوده قبل فوات الأوان .. وهو حق كفلته كل الأديان والشرائع السماوية والمواثيق الإنسانية عبر العصور .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق