د. ياسين سعيد نعمان |
ببيان الجيش دخلت الأزوة المصرية مرحلة حاسمة ، ليس من
زاوية بقاء مرسي في السلطة من عدمه ،، وإنما من الزاوية الأهم وهي مدى إدراك
المصريين للخلل الحقيقي والمتمثل في غياب العقد الإجتماعي بشأن الأسس العامة
للدولة والتي بدونها لا يمكن المضي قدما نحو الإستقرار والتقدم.
لاحظوا أن غياب الأسس العامة للدولة انعكس حتى على بيان الجيش فهو يتدخل كما قال لأسباب [أخلاقية ونفسية] و [ إستنادا إلى مسئوليته الوطنية والتاريخية ] أي ان هذا التدخل لا يستند إلى قضية أهم وهي حماية الأسس التي قامت عليها الدولة ومصالحها الحيوية العلياء التي تتفق كافة القوى والأطراف على عدم تجاوزها بموجب العقد الإجتماعي الذي يجب وضعه والاتفاق عليه.
هناك ثلاثة أأسئلة تكون الإجابة عليها مهمة لقراءة جدوى التدخل ومدى تساوقه مع الحاجة الفعلية لمطالب الشعب التي تحدث عنها البيان ولم يفصح عنها .
السؤال الأول : هل جاء بيان الجيش في الوقت المناسب أم أنه سبق وقته وقبل أن يترك
للحل السياسي فرصة كافية لإختبار قدرته بعيدا عن ضغط الجيش ؟
السؤال االثاني : ما هو المقصود بأن يكون الجيش طرفا رئيسيا في معادلة المستقبل ؟ هل
المقصود به أن يقوم بنفس وظيفة الجيش التركي مثلا بحماية أسس الدولة وعقدها
الإجتماعي بحيث يصبح تدخله محكوما بهذه المهمة ولا سواها ؟؟ وما االذي منعه أن
يكون كذلك في تلك اللحظة التاريخية التي انهار فيها نظام مبارك ؟
السؤال الثالث : هل يفهم مما ورد من حديث [ الإعلان عن خارطة مستقبل وإجراءات يشرف
على تنفيذها ...] أنه أدرك الخلل الناجم عن غياب أسس الدولة وحاجتها فعلا لعقد
إجتماعي ينظم هذه المسألة على النحو الذي يجعل الديمقراطية عملية منتظمة في إطار
من التناسق الوطني وأن هذا هو المطلب الشعبي الذي أشار إليه ، وهل لهذا السبب لم
يذكر الجيش في بيانه [ الشرعية االدستورية]؟
* منقول من صفحة الدكتور ياسين سعيد نعمان على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/YaseenSaeedNoman
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق