البحث في هذه المدونة

الخميس، 16 يناير 2014

نساء وأطفال الضالع خيبو ظني..!!

صبح الصبيحة/نصر اللحجي 
وانا في طريقي إلى الضالع قادمآ من عاصمتنا عدن كنت اظن انني مع كل ابناء الجنوب الذين قررو المشاركة في تشييع شهدائنا شهداءمجزرة سناح  اننا ذاهبون لمواساة ورفع معنويات اهلنا في الضالع وإظهار تعاطفنا معهم.
وكنت اظن ان مشاركتنا لهم في التشييع سوف يخفف من آلم المصاب الذي نزل بهم وان تواجدنا معهم سوف يكون عامل تحفيز وتشجيع لإهلنا في الضالع.
وكنت اظن انني متجه الى مديرية من مديريات محافظة لحج ضالع الصمود منكوبة وانها عبارة عن مجموعة قرى وفي كل قرية منازل كل منزل منها يعيش حالة من الحزن والإنكسار،كل منزل منها يقيم مراسم عزاء.
وكنت اظن ان كل ماسوف اشاهده في الضالع فقط 21جنازة شهيد ومجاميع من كبار السن والرجال والشباب لايزالون تحت تأثير الصدمة ويعيشون حالة من الحزن والإنكسار والتخبط والحيرة.
ونتيجة لكل ظنوني السابقة كان من الطبيعي ان ارثي لحال امهاتنا واخواتنا حرائر ضالع الشرف.اللواتي قدر لهن ان يعيشن كل لحظة بإنتظار خبر فقدان اب او اخ اوابن اوزوج.
---------------------------------------------------
ولكن ال24ساعة التي عشتها في الضالع كانت كفيلة بإن أعترف بإنني أخطأت في كل تقديراتي وخيبة كل ظنوني السابقة.

--كيف خابت كل ظنوني؟
--الضالع يوم التشييع والمليونية لم تكن مديرية مكونة من عدة قرى ومنازل وعاصمة.
الضالع يوم التشييع والمليونية كانت منزل واحد فقط واهل الضالع جميعهم كانو يوم التشييع والمليونية أسرة واحدة وكل المشاركين من مختلف محافظات الجنوب كانو ضيوف في هذا المنزل وبضيافة هذه ألاسرة.
---أوأنا اشاهد أمهاتنا وأخواتنا حرائر ضالع الشرف على طول الطريق الذي مر به موكب الشهداء منذ إخراجهم من المستشفى وصولآ إلى مثواهم الاخير وهن واقفات وبكل عزة وشموخ وكبرياء رافعات علم الجنوب ويهتفن بإرواح الشهداء ويغردن بزغاريد الفرح والبهجة بزفاف شهدائهن إلى جنات الخلد بإذن الله.
ويتوعدن بهتافاتهن المزلزلة ضبعان بإن قبره يحفر في الضالع ومتعهدات بإستمرار نضالهن حتى النصر.
---وأنا اشاهد اطفال الضالع اولاد وبنات على طول الطريق الذي مرت به موكب الشهداء منذ إخراجهم من المستشفى وصولآ إلى مثواهم الاخير يرحبون بضيوف الضالع ملوحين بإعلام الجنوب وينشدو للثورة وللثوار.
---وانا اشاهد كبار السن من الرجال وكذلك الشباب يعملون كخلية نحل 
وبروح واحدة سواء بالترحيب وتنظيم السير وتأمين الطرق وتقديم كل الخدمات لضيوف الضالع .
النتيجة:
إكتشفت ان الضالع ليست بحاجة لمواساتنا لها وتعاطفنا معها وليست بحاجة لرفع معنوياتها.
بل على العكس من ذلك نحن كل الجنوب بحاجة للضالع لنتعلم من رجال الضالع ونسائهم وأطفالهم دروس التضحية والنضال.
*من صفحة الكاتب جنوبي واقعي نصر اللحجي

ليست هناك تعليقات: