أخي المناضل الجسور العميد :أحمد علون ثابت الصبيحي ،
تحية معجونة بالألم والحنين لك أيها الشامخ ثابت المراس كالجبال ، نعم أخي الحبيب نفتقد البدر حين يداهمنا الليل الحالك السواد ، وحين تتوه خطانا في الدرب المتشابك نلتفت يسارا ويميناً فلا تقوى أبصارنا على تحديد الجهة الآمنة من الطريق حينها نتذكر العظماء اللذين كانوا لنا مصدر النور والإلهام والأنتصار .
أخي الحبيب : لا أدري ماذا أكتب ، والالم يخترق كياني ، فلا أقوى على الصمود وأنا ارنو اليك فتغالبني الدموع وتنتحر الكلمات في المآقي فتتناثر الحروف من لغتي كالعهن حينما تهب عليه رياح عاتية ، نعم لم نعد نحن .. سلبتنا الحياة كل إنسانيتنا فغدونا اجساد محنطة خاوية من المشاعر وتفتقد لقيم الوفاء والاخلاص فأنى ننتصر ، كنت لنا الأمل وكنا لك النكران والجحود ، كنت لنا الصدق وكنا لك الزيف والخداع ، لم تتركنا في الشدائد ، وتجاهلناك في محنتك حتى اصبحنا نجسد في واقعك الذي يمتحن الله فيه ايمانك .. قهر الرجال فلا نامت أعيننا .
أخي القائد : سأكتب هذه السطور وإن كنت واحداً منهم ، لكنني لا أشبههم تماما ، فلعلي امتلك بين جوانحي قلب يفتقدك ويذوي اليك في كل وقت وحين ، ولن تبرح مخيلتي يوما قصة الكفاح التي سطرتها لتؤسس بالجهد والعرق اولى لبنات استعادة الوطن المستباح ، وحرية وكرامة شعب سلبها الفاتحون منهم ، في الوقت الذي كان فيه المتزلفون الجدد يأكلون الفتات على موائد الاحتلال اليمني البغيض .
نعرف أن الظرف القاهر ( المرض ) قد أبعدك عنا وأعلم حجم العذاب الذي تعانية وأنت تلوك مرارة الابتعاد حنينا الى ساحات الثورة الجنوبية وانت من كتب حروفها الأولى ولم تتخلف يوما في الذود عنها في أحلك الظروف .. فيكفيك شرفا أخي القائد أن البذرة التي بذرتها صارت شجرة وارفة الضلال ستثمر قريباً . بينما نحن سريعاً ما ننسى ونتجاهل مواقف الرجال فقط لأننا لانشبههم ، ولهذا نحن نتقهقر وننكسر لاننا نجحد ادوارالمخلصين ونبادل الوفاء بالخيانة . اخيرا لك مني كل الحب ايها الانسان الكريم العفيف الصادق ، لا تهن ولا تحزن فإن الله معك . ولله الأمر من قبل ومن بعد .
ا
أخوكم/ محمد الزعوري
28نوفمبر2014م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق