د. حسين العاقل |
أيها المؤمنون بحق الشعوب والمجتمعات الإنسانية في التعايش وتبادل المصالح الاقتصادية واحترام سيادة وكرامة وحرية كل شعب له أرضه وهويته وله الحق الكامل والمشروع في العيش الكريم مثلكم ومعكم على وجه كرتنا الأرضية .. نناديكم باسم شعب الجنوب العربي، أو بالأحرى سكان ما كان يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية People's Democratic Republic of Yemen، الرازح تحت وطأة الظلم والاستبداد وهيمنة النظام القبلي المتخلف المحتل لأرضهم بقوة الجيوش العسكرية منذ جريمة الغزو وحرب الفتاوى الدينية المتطرفة في يوليو 1994م وما نتج بعد خديعة الوحدة ونكث العهود والمواثيق من قبل النظام السياسي الذي كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية The Yemen Arab Republicمن ممارسات احتلالية اتسمت بالقمع والتنكيل ومحاولات الإبادة الجماعية لسكان شعب دولة الجنوب، بل ونهب وتدمير ممتلكاته وثرواته السيادية، والتي بفعل هذه الممارسات انتفض شعب الجنوب بكل فئاته وطبقاته السياسية والاجتماعية ضد التواجد اليمني، فاختار أبناء الجنوب النضال السلمي وقرروا خيارهم السياسي والاستراتيجي على ضرورة تحرير أرضهم واستعادة دولتهم المغدور بها، ومنذ 2007 أعلن المناضلون الجنوبيون انطلاقة حراكهم السلمي التحرري والذي تتصاعد قوته وعزيمته النضالية يوما بعد يوم وقدم في سبيل ذلك قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين..
وها هو اليوم شعب الجنوب يسطر أروع ملاحم الصمود والإصرار من أجل تحقيق أهداف قضيته السياسية العادلة، فعبر عن إرادته في ذلك بالعديد من الفعاليات والمسيرات والمظاهرات والاعتصامات المليونية، وطوال أكثر من سبع سنوات من هذا النضال المتفرد في تاريخ الثورات التحررية، فها هو شعب الجنوب يتوجها بأكبر اعتصام جماهيري في ساحة الحرية بخور مكسر، حيث بدأ الاعتصام المفتوح في 15 أكتوبر 2014 وسيستمر إلى حين يقرر شعب الجنوب رفع اعتصامه السلمي أو التحول التصعيدي باستخدام أساليب نضالية جديدة يضمن بها اجبار نظام الاحتلال اليمني وجيوشه ومستوطنيه على الرحيل ومغادرة أراض الجنوب الحرة..
وحتى لا يتمادى ويستمر النظام اليمني المستبد من تجاهل مطالب شعب الجنوب السياسية، فإننا ومن واقع المعاناة اليومية ومن ثبات الجماهير المحتشدة في ساحة الاعتصام المفتوح نناشد الرأي العربي والعالمي والهيئات والمنظمات الدولية المدافعة عن حقوق وحريات الشعوب المضطهدة إلى أهمية التحرك السياسي والدبلوماسي لمساعدة شعب الجنوب وتعاونها الإنساني معه للخلاص النهائي من الاحتلال اليمني، وذلك وفق المواثيق والتشريعات الدولية .. ونود هنا التأكيد للرأي العام العربي والدولي من خلال رسالتنا هذه والتي يمكنه استخلاص محتواها واستيعاب معانيها بأن شعب الجنوب لديه القدرة والكفاءة البشرية في إدارة شؤونه الاقتصادية والاجتماعية ولديه الإمكانيات والخبرات السياسية في إعادة بناء مداميك دولة المدنية والحضارية، وسيكون شعب الجنوب بنظام دولته الجديدة أشد حرصا على علاقات التكامل والتبادل المنافع الاقتصادية مع مختلف دول العالم، وسيكون أيضا جديرا بتحمل مسؤوليته الاستراتيجية في حماية وصيانة طرق التجارة الدولية في المياه الإقليمية الجنوبية بخليج عدن والبحر العربي وتأمينها عبر بوابة مضيق المندب إلى البحر الأحمر، فضلا عن اهتمامه الجيو استراتيجي في استتباب الأمن والاستقرار في منطقة جنوب غرب قارة آسيا وشبه الجزيرة العربية ، وسيحترم علاقات حسن الجوار مع الدول الشقيقة والصديقة وعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى..
وفي هذا السياق ندعو أحرار العالم ومحبي السلام والتعايش بين الشعوب المتعددة الأجناس والقوميات والمذاهب والهويات ، أن تتفهم لمعاني رسالة الاعتصام الجنوبي المفتوح وتعمل على إيجاد الحلول المناسبة وغير المنتقصة من حق الجنوبيين في تحرير أرضهم واستعادة دولتهم كاملة السيادة باعتبارها كانت إلى ما قبل 22 مايو 1990م دولة لها مكانتها الاعتبارية دوليا، ولها مقعدها في هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ولها عضويتها في الهيئات والمنظمات السياسية والاقتصادية والحقوقية والإنسانية الإقليمية والدولية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق